هيلا سيلاسي

هايله سـِلاسي أو حيلي ثلاثي (بالجعزية:ኃይለ፡ ሥላሴ) ويعني اسمه (قوة الثالوث) (23 يوليو 1892 - 27 أغسطس 1975) هو آخر أباطرة إثيوپيا. وانتهى حكمه عام 1974، عندما خلعه القادة العسكريون وأنشأوا حكومة مؤقتة.

اتخذ لنفسه لقب هيلا سيلاسي الأول ويعني ذلك باللغة الأمهرية قوة الثالوث، وفيما بعد أضفى على اسمه لقب «الأسد القاهر من سبط يهوذا المختار من الله ملك إثيوبيا».

استهل حكمه بمحاولة تطوير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية من نشر للتعليم وتحسين للوسائل الصحية وإلغاء للعبودية وعدّها جريمة يعاقب عليها القانون، كما عمل على وضع دستور للبلاد عام 1931 نص على عدد من الإصلاحات.

بدأت الأطماع الإيطالية في البحر الأحمر منذ أواخر القرن التاسع عشر عندما أعلنت إيطاليا أن مفاتيح البحر المتوسط موجودة في البحر الأحمر؛ مما أدى إلى تطلعها إلى السيطرة على الحبشة مع مطلع الأربعينات من القرن العشرين. على الرغم من أن الدولتين كانتا عضواً في عصبة الأمم.

وقد انتهز موسوليني الخلاف الفرنسي الإنكليزي حول مناطق النفوذ بعد الحرب العالمية الأولى وتمكّن من إقناع فرنسا بالموافقة على سيطرته على الحبشة وكذلك عدم ممانعة ألمانيا لمثل هذا العمل.

افتعل موسوليني في تشرين الثاني/نوفمبر لعام 1935 حادثاً حدودياً بين الصومال الذي كانت تسيطر عليه إيطاليا وبين الحبشة. وبدل الاحتكام إلى عصبة الأمم جردت إيطاليا حملة عسكرية ضد الأحباش، قاد هيلا سيلاسي جيشه بنفسه للدفاع عن الحبشة لكنه هُزم أمام العدو المتفوق مما أدى إلى فراره إلى السودان ومن ثم إنكلترا، استصرخ هيلا سيلاسي عصبة الأمم وطلب مساعدتها بعد أن فتكت الأسلحة الحربية لدولة أوربية من الدرجة الأولى بجيشه وبلاده. وقتها أعلنت عصبة الأمم أن إيطاليا دولة معتدية وقررت فرض عقوبات عليها في آذار/مارس 1936 لكن الإيطاليين أعلنوا ضم الحبشة في أيار/مايو 1936 وأصبح فيكتور عمانوئيل الثالث امبراطوراً على الحبشة مما دعا عصبة الأمم إلى الإقرار بعجزها وقررت رفع العقوبات التي فرضت على إيطاليا منتصف عام 1937.

في فترة الاحتلال الإيطالي تسلّط المارشال رودلفو غراتسياني Rodolfo Graziani على الإثيوبيين واستبد بهم وأذلهم وخاصة بعد إخفاق محاولة اغتياله حين صب جام غضبه على سكان العاصمة وقتل الآلاف منهم وأحرق الكنائس وأعدم عدداً من القساوسة، لكن هزيمة إيطاليا في الحرب العالمية الثانية وبدعم من إنكلترا تمكّن هيلا سيلاسي من العودة إلى وطنه وإثارة مواطنيه ضد العدو، وذلك بعد دخوله أديس أبابا واسترجاع عرشه.

تطلّع هيلا سيلاسي بعد ذلك إلى ضم أرتيريا لأهميتها للأحباش وحظي بموافقة هيئة الأمم المتحدة بإقامة اتحاد بين إثيوبيا وأرتيريا ووقع مرسوم الاتحاد عام 1952 لكن ما لبث بعد ذلك أن أعلن عن ضم أرتيريا.

قامت ثورة أرتيرية معارضة تبعتها ثورة إثيوبية في 13 كانون الأول/ديسمبر 1960 فيما كان الإمبراطور يقوم بزيارة إلى جنوب أمريكا مما دعاه إلى العودة واستعادة عرشه في أيام. شارك هيلا سيلاسي في عدد من المؤتمرات الإفريقية التي أخذت تدعو إلى الوحدة والتعاون بين أقطار إفريقيا كمؤتمر مونروفيا في ليبيريا عام 1961 ولاجوس عام 1962 والذي انبثق عنه مشروع منظمة إفريقيا، بدأت إرهاصاتها الأولى في اللقاء بين أحمد أحمد سيكو توري رئيس جمهورية غينيا وهيلا سيلاسي عام 1962 والذي أسفر عن عقد مؤتمر أديس أبابا في شهر أيار/مايو 1962 الذي حضره ممثلون من ثلاثين دولة إفريقية.

اقرأ المزيد

هايله سـِلاسي أو حيلي ثلاثي (بالجعزية:ኃይለ፡ ሥላሴ) ويعني اسمه (قوة الثالوث) (23 يوليو 1892 - 27 أغسطس 1975) هو آخر أباطرة إثيوپيا. وانتهى حكمه عام 1974، عندما خلعه القادة العسكريون وأنشأوا حكومة مؤقتة.

اتخذ لنفسه لقب هيلا سيلاسي الأول ويعني ذلك باللغة الأمهرية قوة الثالوث، وفيما بعد أضفى على اسمه لقب «الأسد القاهر من سبط يهوذا المختار من الله ملك إثيوبيا».

استهل حكمه بمحاولة تطوير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية من نشر للتعليم وتحسين للوسائل الصحية وإلغاء للعبودية وعدّها جريمة يعاقب عليها القانون، كما عمل على وضع دستور للبلاد عام 1931 نص على عدد من الإصلاحات.

بدأت الأطماع الإيطالية في البحر الأحمر منذ أواخر القرن التاسع عشر عندما أعلنت إيطاليا أن مفاتيح البحر المتوسط موجودة في البحر الأحمر؛ مما أدى إلى تطلعها إلى السيطرة على الحبشة مع مطلع الأربعينات من القرن العشرين. على الرغم من أن الدولتين كانتا عضواً في عصبة الأمم.

وقد انتهز موسوليني الخلاف الفرنسي الإنكليزي حول مناطق النفوذ بعد الحرب العالمية الأولى وتمكّن من إقناع فرنسا بالموافقة على سيطرته على الحبشة وكذلك عدم ممانعة ألمانيا لمثل هذا العمل.

افتعل موسوليني في تشرين الثاني/نوفمبر لعام 1935 حادثاً حدودياً بين الصومال الذي كانت تسيطر عليه إيطاليا وبين الحبشة. وبدل الاحتكام إلى عصبة الأمم جردت إيطاليا حملة عسكرية ضد الأحباش، قاد هيلا سيلاسي جيشه بنفسه للدفاع عن الحبشة لكنه هُزم أمام العدو المتفوق مما أدى إلى فراره إلى السودان ومن ثم إنكلترا، استصرخ هيلا سيلاسي عصبة الأمم وطلب مساعدتها بعد أن فتكت الأسلحة الحربية لدولة أوربية من الدرجة الأولى بجيشه وبلاده. وقتها أعلنت عصبة الأمم أن إيطاليا دولة معتدية وقررت فرض عقوبات عليها في آذار/مارس 1936 لكن الإيطاليين أعلنوا ضم الحبشة في أيار/مايو 1936 وأصبح فيكتور عمانوئيل الثالث امبراطوراً على الحبشة مما دعا عصبة الأمم إلى الإقرار بعجزها وقررت رفع العقوبات التي فرضت على إيطاليا منتصف عام 1937.

في فترة الاحتلال الإيطالي تسلّط المارشال رودلفو غراتسياني Rodolfo Graziani على الإثيوبيين واستبد بهم وأذلهم وخاصة بعد إخفاق محاولة اغتياله حين صب جام غضبه على سكان العاصمة وقتل الآلاف منهم وأحرق الكنائس وأعدم عدداً من القساوسة، لكن هزيمة إيطاليا في الحرب العالمية الثانية وبدعم من إنكلترا تمكّن هيلا سيلاسي من العودة إلى وطنه وإثارة مواطنيه ضد العدو، وذلك بعد دخوله أديس أبابا واسترجاع عرشه.

تطلّع هيلا سيلاسي بعد ذلك إلى ضم أرتيريا لأهميتها للأحباش وحظي بموافقة هيئة الأمم المتحدة بإقامة اتحاد بين إثيوبيا وأرتيريا ووقع مرسوم الاتحاد عام 1952 لكن ما لبث بعد ذلك أن أعلن عن ضم أرتيريا.

قامت ثورة أرتيرية معارضة تبعتها ثورة إثيوبية في 13 كانون الأول/ديسمبر 1960 فيما كان الإمبراطور يقوم بزيارة إلى جنوب أمريكا مما دعاه إلى العودة واستعادة عرشه في أيام. شارك هيلا سيلاسي في عدد من المؤتمرات الإفريقية التي أخذت تدعو إلى الوحدة والتعاون بين أقطار إفريقيا كمؤتمر مونروفيا في ليبيريا عام 1961 ولاجوس عام 1962 والذي انبثق عنه مشروع منظمة إفريقيا، بدأت إرهاصاتها الأولى في اللقاء بين أحمد أحمد سيكو توري رئيس جمهورية غينيا وهيلا سيلاسي عام 1962 والذي أسفر عن عقد مؤتمر أديس أبابا في شهر أيار/مايو 1962 الذي حضره ممثلون من ثلاثين دولة إفريقية.

ألقى خطاب الافتتاح الإمبراطور الإثيوبي وجاء فيه «لا يمكن أن ينفضّ هذا المؤتمر دون تبني ميثاق إفريقي موحد، ولا يمكن أن نغادر القاعة من دون إنشاء منظمة إفريقية واحدة… فإذا ما أخفقنا فسوف نكون قد تخلينا عن مسؤولياتنا تجاه إفريقيا وشعوبها، أما إذا نجحنا فهنا وهنا فقط سوف نكون قد بررنا وجودنا».

وبعد مناقشات واقتراحات من رؤساء الوفود تمّ التوقيع في 28 أيار/مايو 1963 على ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية [ر] واختيرت حكومة إثيوبيا لأن تكون الجهة التي تودع لديها وثائق التصديق على الميثاق ومهمة تسجيل الميثاق لدى الأمانة العامة للأمم المتحدة. كما اختيرت أديس أبابا مركزاً لمنظمة الوحدة الإفريقية التي تحولت فيما بعد إلى الاتحاد الإفريقي African Union.

في الستينات من القرن العشرين كثر عدد المعارضين لحكم الإمبراطور وطالبوا بمستوى معيشة أفضل وناهضوا الفساد الحكومي المتنامي، ساعدهم ما أصاب البلاد من جفاف وقحط ومجاعة عامي 1972-1973، اتهم الإمبراطور على أثرها بتجاهل هذه الأزمة الخانقة وتحركت مجموعة من العسكريين بقيادة منغستو هيلا مريام Mengistu Haile Mariam، وأبعدت هيلا سيلاسي عن الحكم عام 1974.

قيل في وصف هيلا سيلاسي «إنه كان معتدل القامة عليه مهابة ووقار مع مسحة من اللطف والصلف والزهو تخالطهما رقة طيبة عندما يتحدث عن صديق أو عزيز، لكنه يثور ثورة عارمة لا يفكر في عواقبها إذا مسّت عزته أو خدشت كرامته وبلاده من قريب أو بعيد».

ﻦﻛﺎﻣﻷﺍ